السن ليس الا رقما في معادلة 'الشيخا'
واصل قائد النجم الرياضي الساحلي ياسين الشيخاوي تألقه في المباريات الرسمية بعد وصوله للهدف الثالث في مباراتين بعد الثنائية في دوري ابطال افريقيا امام الجيش الرواندي ثم الهدف الذي ساوى ثلاث نقاط في البطولة التونسية امام النادي الافريقي.
وسنجانب الصواب اذا اعتبرنا ان المردود الذي ظهر به صاحب الـ 35 سنة وليد هذه الايام خاصة وان اللاعب كان قد خضع لتدريبات بدنية خاصة مستغلا الفترة التحضيرية التي تجاوزت ثلاثة اشهر ليتمكن من خطف الانظار في المباريات الودية التي لعبها النجم الساحلي عندما قرر لسعد الدريدي التعويل عليه كمهاجم صريح ليتأقلم كما يجب مستغلا فنياته وحسه التهديفي ليصل الى ستة اهداف بمعدل يقارب الهدف في كل لقاء.
تألق الشيخاوي من خلال تسجيله لتسعة اهداف بين الوديات والرسميات جعله محل اشادة جماهير فريق جوهرة الساحل ومتابعي الكرة التونسية التي اعتادت على رؤيته حاملا قميص المنتخب التونسي منذ سنة 2006 الا ان الجاهزية الحالية قد تعيده الى تمثيل النسور مجددا على الاقل في البطولة العربية.
غياب المحترفين
لا شك ان غياب المحترفين في القارة الاوروبية عن البطولة العربية ستجعل الإطار الفني للمنتخب التونسي بقيادة منذر الكبير مجبرا على الاستعانة باللاعبين المحليين مع المحترفين في البطولات العربية لتصبح فرصة الشيخاوي في ارتداء شارة القيادة وقميص النسور مجددا كبيرة اذا ما نظرنا الى منافسيه في المركز الحالي بداية بالبطولة التونسية مع تراجع مردود فراس شواط رفقة النادي الصفاقسي والمردود المتوسط لياسين الشماخي وصابر خليفة الى حد الان في النادي الافريقي.
وتعاني كرة القدم التونسية من غياب المهاجم الذي يحول مجهودات زملائه إلى أهداف أو ذلك اللاعب ينجح من أنصاف الفرص في قيادة المنتخب إلى تحقيق الانتصارات ما يفسر اضطرار مدربي المنتخب للتعويل على الخزري كرأس حربة.
وإذا ما استثنينا مهاجم الزمالك المصري سيف الجزيري فإن الخيارات أمام المنذر الكبير للبطولة العربية تبدو شبه منعدمة ما قد يعيد "شيخا" إلى أجواء المنتخب من الباب الكبير لاسيما وإن تواصل هزه لشباك المنافسين.
ياسين القائد
بعيدا عن الفنيات والاهداف التي تميز بها الشيخاوي لا يمكن ان نتغاضى ايضا عن الدور القيادي للاعب داخل حجرات الملابس منذ عودته لفريق جوهرة الساحل مساهما في حل عديد المشاكل بفضل شخصيته الهادئة والمتوازنة.
ومن المنتظر ان يفتقر المنتخب التونسي لشخصية قيادية في البطولة العربية مع غياب عديد الركائز على غرار وهبي الخزري والياس السخيري وعيسى العيدوني وديلان برون بالتزامن مع تواجد عديد اللاعبين المحليين الذين قد يخوض بعضهم للمرة الأولى مسابقة قوية.
رد الجميل
اعتادت فرقنا التونسية في السنوات الاخيرة على دفع ابرز نجومها للخروج من الباب الخلفي وهو الأمر الذي يسري أيضا في المنتخب فالهداف التاريخي للنسور عصام جمعة لم يحتف به أما أيمن عبد النور فعانى من التهميش وحرم قصدا من المونديال ومنحت مقعده إلى يوهان بن علوان الذي أكرمه نبيل معلول بفرصة تاريخية لم يكن يستحقها وهو الذي رفض المنتخب لسنوات طويلة.
وقد يكون من الجيد أن يأتي التكريم من المنتخب لعلها تكون سنّة جديدة تنتقل إلى الأندية فياسين الشيخاوي يستحق من المنتخب الوطني تكريما وتقديرا لما قدمه ولا يزال أسوة بدعوة أيمن البلبولي وصابر خليفة في مونديال 2018 والتي كانت دعوة تقديرية أكثر منها رياضية.
وبالمحصلة تبقى الكرة اليوم في مرمى الناخب الوطني المنذر الكبيّر الذي يجب أن يعي جيدا أن الجاهزية فقط هي المقياس أما السن فلا يعدو أن يكون سوى رقما في معادلة "الشيخا".
البطولة الوطنية المحترفة
الفريق | نقاط | ل | ف | ت | خ | فارق |
---|